لإخوة الأعداء ...! (3-3)

لإخوة الأعداء ...! (3-3)

  • لإخوة الأعداء ...! (3-3)

اخرى قبل 4 سنة

لإخوة الأعداء ...! (3-3)

د.عبد الرحيم جاموس

 

الانتخابات التي تمت في 25/1/2006م تحت ضغط دولي أمريكي واضح لتأكيد هذه الثنائية السياسية المتعارضة في الكيانية السياسية الفلسطينية بغرض اضعاف م.ت.ف والتهرب من الاستحقاقات التي كانت تفرضها الاتفاقات الموقعة وما تهدف اليه عملية السلام من انهاء للاحتلال الاسرائيلي للأراض الفلسطينية المحتلة عام 1967م وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

هكذا بدأ الصراع الداخلي الفلسطيني يأخذ منحى جديداً ومعضلة كأداء أمام النضال الوطني الفلسطيني بسبب ما خلفه هذا الانقلاب من انقسام سياسي رؤيوي عميق كان المستفيد الأول منه الكيان الصهيوني والقوى الاقليمية والدولية المستثمرة في الصراع العربي الاسرائيلي .. وتمضي الأيام والسنوات حتى بلغت أحد عشر عاماً ونيفا على هذا الانقسام والذي شهد الحوار تلو الحوار والوساطة تلو الوساطة والاتفاق تلو الاتفاق من أجل انهاء هذا الانقلاب وما نتج عنه من انقسام، ولكنها جميعها باءت بالفشل بسبب ثقافة التخوين وما يستند اليها من فكر الاستحواذ والاقصاء والتفرد بالامساك بالقضية الفلسطينية رغم كافة المناورات والسياسات المتناقضة التي يعبر عنها التيار الاسلاموي بين الفينة والأخرى والظهور بمظهر المظلومية في نفس الوقت الذي لم يعد خافياً حجم التناقض بين تلك الشعارات الثورية.. وبين الممارسات السياسية والتحالف مع قوى اقليمية ترفض خيارات التيار الوطني وتتآمر عليها بالتنسيق الكامل مع العدو الصهيوني الذي بات يظهر حرصه على استمرار هذا الانقسام السياسي والجغرافي الذي أحدثه انقلاب حركة حماس واستمرار تفردها في حكم قطاع غزة كي يجهز على أحلام الشعب الفلسطيني بقيادة التيار الوطني في انهاء الاحتلال للأراضي المحتلة عام 1967م واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس..، هنا تبرز لدينا أهمية رواية (الأخوة الأعداء) وأخذ العبرة وتمثل الرسالة الأخلاقية والسياسية التي عبرت عنها وهي استمرار هذا العداء بين الأخوة وبين التيارين الاسلاموي والوطني هناك منتصر واحد هو العدو المتربص بالكل الفلسطيني على اختلاف ألوانه السياسية والاجتماعية والجغرافية، وهنا مهزوم واحد هو الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية بكل أبعادها القومية والدينية والانسانية، فهل يدرك الطرفان هذه الحقيقة الصادمة أم سيستمرا في تجاهلها، لقد أدرك ذلك التيار الوطني لهذه الحقيقة مبكراً وقدم من جانبه كل ما يلزم من أجل انهاء هذه الحالة الشاذة، لكن تيار الاسلام السياسي مازالوا يغضون الطرف عنها ويعملون على تكريس هذا الخلاف ومنحه أبعاداً مختلفة تحت سطوة شهوة السلطة والاستفراد والاقصاء وفكر وثقافة التخوين بغض النظر عن كافة النتائج الكارثية التي خلفها هذا الفكر وما نتج عنه من سياسات تدميرية لكافة الانجازات الوطنية التي حققها الشعب الفلسطيني من خلال ثورته المعاصرة.

آن الأوان أن ينتهي هذا الموضوع الشاذ وهذا الصراع المدمر للقضية الفلسطينية بكل أبعادها وأن يلتزم هذا التيار بما تم من اتفاقات بالرعاية العربية وخصوصا منها المصرية والاقلاع عن السياسات القائمة على فكر التخوين وما بني عليها من سياسات الاستقواء والاستفراد والاقصاء للكل الوطني .. ان التاريخ لن يرحم والشعوب تمهل ولا تهمل، ولا يمكن لقوة البطش أن تحول دون أن يقول الشعب كلمته وأن ينفجر في وجهه الظلم وقوى الظلام التي قادته الى ما هو فيه من ويل وثبور. فاعتبروا يا أولي الألباب.

 

التعليقات على خبر: لإخوة الأعداء ...! (3-3)

حمل التطبيق الأن